
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتذر لأخواني واخواتي لعدم كتابة الجزء الثاني من موضوع القلوب وذلك لكتابة موضوع حتى لا ننسى , وان شاء الله سوف اقدر الجزء الثاني في القريب العاجل .
في يوم 2/8 / 1990 انسلخت القيم والاخلاق الاسلامية الى ابعد ما تكون عند دخول القوات العراقية غازية مستبيحة ارض ليست ارضها , في صباح هذا اليوم اتذكر جيدا صوت الانفجارات وصوت الهيلوكبترات التي تأتي من كل جانب والتي كنا نراها قريبة جدا من البيوت , وكانت الاخبار متناثرة حيث كانت الاخبار تقول ان القوات العراقية قصفت بـ 3 صواريخ المطار و بعض القواعد العسكرية فقط بدون ان نعلم انها غزت الكويت , وبعد ساعة وصلنا خبر بأن الغزاة وصلوا الى منطقة الجهراء !!!!! لماذا , كيف ؟؟؟؟
كانت كل الطرق المؤدية الى قصر بيان والى الطرق السريعة مغلقة بالقوات الكويتية , لا نعرف بالضبط هل هو غزو كامل ام فقط مناوشات لمدة كم يوم و من ثم ترجع الامور , اتجهنا الى الجمعية وكان الناس مذهولين لأقصى درجة غير مصدقين بما يحدث , كل من أخذ حاجاته من الجمعية وكل من اخذ من البنك من نقود بواسطة السحب الآلي لشراء ما يلزمه , وبعد 3 ساعات قالوا الغزاة وصلوا الى منطقة كيفان ولكن كانت هناك مقاومة شديدة , ثم اتت الاخبار بسقوط باقي المناطق وان الجيش الكويتي يقاوم ببسالة , وكانت عقولنا وقولبنا كلها متجهة الى مصير اميرنا الشيخ جابر الاحمد الصباح رحمة الله عليه والى ولي عهده الامين الشيخ سعد العبدالله الصباح رحمة الله عليه , و عشنا في اليوم الاول في ترقب و خوف مما سيحدث بعد ذلك .
في الثاني اتت الاخبار بأن امير البلاد وولي عهده خرجوا من البلد وانهم بخير عندها فرحنا بهذا الخبر وحمدنا الله على ذلك , بدأت الاتصالات بين الاهل لمعرفة اوضاع العسكريين منهم وبعد ذلك سألت عن اخي لانه عسكري ولم نعلم عنه اي خبر وبعد اكثر من شهرين من الغزو عرفنا انه اسر في اليوم الاول من الغزو !!
في ايام الغزو رأيت الكويتي على حقيقته , رأيت ايضا اختي الكويتية وما تفعله بالغزاة
في اول ايام الغز كانوا الكويتيين يقدمون الماء البارد والعصائر للجنود الغزاة , والظريف ان هذا الماء والعصير كان به سم وبعد عدة دقائق كانوا الجنود الغزاة في خبر كان :))))
بعد ذلك انتبه الغزاة الى هذه الطريقة وكانوا اذا اتى الكويتيون اليهم حاملين الماء والعصير يقولون لهم اشربوا انتم بالاول حتى يطمئنوا , فا يشرب الكويتيون الاكواب الخاليه من السم ويعطونهم الاكواب التي فيها السم :)
وكان الكويتيون بجميع اطيافهم من حضري و بدوي وشيعي يدا واحده في مواجهة الغزاة , كانوا التجار بجميع الاطياف فتحوا مخازنهم للكويتيين ليأخذوا منها ما يشاؤو بدون مقابل حتى لا يأخذها الغزاة البربر , وكانوا الكويتيون يعملون في التموين وفي الجميعات وفي اجلكم الله لم القمامة و حرقها , لا زلت اتذكر هذه الايام الحلوه في ترابط اهل الكويت جميعا بدون تفرقه
لازلت اتذكر العمل في التموين وكيف كنا نحمل الدهون وخياش العيش والطحين ونحن صبيه لا تتجاوز اعمارنا ال 15 سنه
لا زلت اتذكر ان الجار صار اخو للجار وكنا نجتمع مع بعضنا البعض في احد الديوانيات في الفريج وكان كل افراد القطعة يعرفون بعضهم البعض
في هذه المحنه اصبح الكويتي المعروف عنه بالترف والغرور وانه لا يعرف شيء ولا يعمل شيء , اصبح خبازا , اصبح حمالا , اصبح يعمل في اقل مهنه لا يفكر بشيء الا في اخوانه واخواته الكويتيين , كنا على قلب رجل واحد لا تفرقنا اي اشاعات وكان المسجد على طول ممتلئ يقرأون القرآن ويدعون ربهم ليلا نهارا , كان الكويتي يعمل للكويتي ويعمل للمقيم ايضا كانت اياما جميلة في تراحمنا وتلاحمنا وخوفنا على بعض , واياما عصيبة واليمه في ظل مغتصب غازي لص لا يعرف الرحمة ابدا . كان الجار قبل الغزو لا نعرفه ولا نعرف ماذا يعمل , وفي ايام الغزو اصبحنا اخوه نخاف على بعضنا ونطعم بعضنا
عندما اتذكر هذه الايام قبل 18 سنة اتحسر واتألم الآن لما وصلت اليه الامور من عدم احسان النييه اتجاه بعضنا البعض و تفرقة المجتمع الى حضري وشيعي والى بدوي والى تصنيفات كثيرة منها الليبرالي والسلفي و الاخوان والعلماني و تعصب قبلي , عندما هزتنا هذه الازمة اجتمعنا كلنا بكل الاطياف على حب الوطن وبعد ان من الله علينا بنعمة التحرير افترقنا
عندما كتبت( حتى لا ننسى ) كنت اقصد ان لا ننسا تلاحم الكويتيين بعضهم البعض واتفاقهم على اسم الكويت فقط .
وان لا ننسى ان الكويت للجميع وليس لفئة واحدة
ولا ننسى ان الذي حرر هذه الديرة هو الله وحده ثم بأعمال اهل الخير ثم بدعاء الكويتيين المتواصل ثم من اشقائنا واصدقاءنا الذي انصرهم الله في حربهم ضد الغزو البربري