
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم سوف نتكلم عن عجوز عرفت بالجمال الخلاب والتي تعطي ابناءها كل ما يريدون من مال و امان اقتصادي واجتماعي وسياسي ايضا , وبصراحة كانت هذه العجوز الشمطاء في السنوات الماضية في قمة جمالها ونشاطها الخيري في تدعيم الدولة بما تحتاجه من امن واستقرار على جميع الاصعدة الحياتية , ولكن بعد الغزو بدأت هذه العجوز بالتهالك والعجز والتعب وبإنتهاء مقدرتها على العطاء , قرر ابناءها البرره ان يعتنوا بها و تتقاعد من الخدمة نهائيها حتى ترتاح , وفجأة فكر احد ابناءها بفكرة وهي ارسال جدتهم الى العلاج بالخارج وعمل جميع عمليات التجميل من شد وتفخ وتبييض الاسنان وتجديد بعض الشرايين والاوردة التي تحتاج الى تبديل , وقبل باقي الابناء هذه الفكرة خصوصا ان جدتهم لديها بعض القوة للقيام بمهامها , تقبلت جدتهم هذه الفكرة على مضض وقالت سوف اقبل هذه الفكرة ولكن لا اعتقد اني سوف اعطيكم من الجهد ما يكفي من عمري , فقالوا لها انتي تامرين امر .
كافح الابناء وجميع افراد العائلة وذلك بدفع قيمة تكاليف عمليات التجميل الباهظة حتى تعود عجوزهم الى العمل بهمة ونشاط , وفعلا بعد هذه العمليات عملت هذه العجوز بكل همة ونشاط و من خلال عملها ربح جميع افراد العائلة اموال كثيرة واستقرار كبير , وبعد عدة سنوات من العمل عند سنة 2000 قام احد ابناءها الكبار بإعطاء بعض التعليمات الديكتاتورية للعجوز بأن تضاعف من هذا النشاط , و من خلال القرارت الديكتاتورية التي امر بها للعجوز ادى ذلك الى تدهور صحتها من جديد وذلك بأن العجوز قامت بقتل اثنين من احفادها بطريق الخطأ وبقرار خاطيء من ابنها الكبير الذي يعتبر الابن المدلل , و حتى تتدارك ذلك الخطأ امرت من ابنها ان يستقيل من العمل حتى تحميه من الاقالة والفضيحة ( يا سلام ) هذه الام الحنون اللي حتى العقاب ما عاقبت ولدها لكن احفادها عادي .
وبعد فترة من الزمن اصبحت العجوز لا تقوى على العمل بسبب العمل المتواصل وبسبب تلف شرايينها مره أخرى وتلف الامعاء والكبد والقلب يتوقف احيانا وتكون في غيوبوه لمدة يومين ثم تصحى من هذه الامراض و تواصل , وكل فترة قصيرة من الزمن يسمع الناس بالديرة ان هذه العجوز لا تستطيع العمل وان الامراض بدأت تأكلها من كل مكان ولكن يصرح ابناءها انها لا زالت بخير وان عملها مستمر !!
و آخر عملية جراحية عملت لهذه العجوز قبل يومين حيث انفجر القولون ولكن لله الحمد باقي اعضاء الجسم بخير
المسميات :
العجوز : مصفاة الشعيبة
الشرايين والاوردة : البايبات وخطوط الانتاج
القولون : الفرن الذي انفجر قبل 3 ايام في وحدة الآيزومكس وهي تنتج وقود الطائرات الحربية والمدنية
الابناء : الموظفين والمدراء
ملاحظة : هذا الكلام كتبته وانا اتحسر على اللي قاعد اشوفه بعيني من اهمال وتعسف و عدم وجود ادارة صحيحة تدير هذه المنشأة الحيوية والمهمة والتي أكل عليها الدهر وعلى كل هذا الشباب يتحمل اخطاء المسؤولين والحمدالله ان الله ستر ويرحم موتانا