اسمع .... بلّشواااااااا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت آخر مهلة للمغبور صدام انه ينسحب بتاريخ 15 - 1-1991 , زهبنا اغراضنا ورحنا بيت خالي لانه عنده سرداب , الطريق من البيت لي بيت خالي عشرة دقايق فقط , ولكن لاحظت الشوارع في الديرة مافيها سيارات كثيرة بالعكس كان الشارع كأنه مهجور الا القليل من السيارات
الكل لاهي قاعد يجهز بيته للضربة الجوية , و كانت وجوه الجنود العراقيين تترقب بخوف شنو اللي راح يصير لهم , وصلنا البيت وعلى طول جهزنا السرداب بالمؤونة اي الماجلة من كراتين ماي و المعلبات ووضعنا على الدرايش التيب اللاصق حتى لا يتناثر الزجاج عند اي ضربة بسبب الضغط , وايضا غطينا الدرايش بأكياس النايلون حتى نمنع اي تسرب غازي او كيماوي او بيولوجي من خلال فتحات الدرايش ,

مر اليوم الاول بترقب شديد خصوصا ان الراديو كان اهو الوسيلة الوحيدة اللي انعرف منها الاخبار وبصراحة كان هناك قلق لان على بعد 100 متر فقط فيه بيت محتلينه الجنود العراقيين وحاطيين فوق السطح مضاد للطائرات واحتمال بأي وقت من الاوقات العراقيين يدشون البيت لاي سبب ويستولوون على الماجلة او انهم يأذون اصحاب البيت اللي اهو احنا






الساعة 3 ونص رن التلفون في الغرفة ولا واحد الاهل يقول وهو مستانس تره بلشت الضربة مبروووووك روحوا السرداب بسرعة وخل انكون على اتصال وديربالكم على نفسكم , على طول نزلنا السرداب والكل مستانس لكن على قلق لان اللي أكد الخبر هو صوت مضاد الطائرات القوي , على طول فتحنا الراديو على اذاعة الكويت وعرفنا ان تحرير الكويت بدأ , يومها ما نمنا لغاية الساعة 12 الظهر لان كنا نسمع اصوات المضادات من جهة واصوات الانفجارات من جهة ثانية من كل مكان ونضحك عليهم لانهم من الخوف مو قادرين يريحون , اول يومين من الضربة كنا ننام بالسرداب لكن بعدين رد الوضع طبيعي ورحنا على غرفنا ونمنا وسارت الامور بشكل طبيعي .
ايام القصف كانت ايام فيها همه ونشاط الكل يشتغل والكل يعمل , بعض الاسر اللي ما عندها سرداب اسكنت عند الاسر اللي عندها سرداب وفي بعض الاحيان بالبيت الواحد فيه 3 عوائل مو شرط يكونون اهل لكن الاهم انهم احيانا من نفس الفريج او كل عائلة تختلف عن الثانية من حيث المذهب , سوينا ديوانية للفريج منها حماية للبيوت الخالية اللي مافيها احد ومنها نتجمع لمساعدة الاسر المحتاجة من اهل المنطقة , طبعا وقتها كان هناك حظر تجول بعد الساعة 6 المغرب وايضا ماكنا نقدر نستخدم السيارات العادية الا لما يكون عليها لوحات الكويت -العراق , والحمدالله في بعض الشباب امغيرين لوحات سياراتهم قبل الضربة لإستخدامهما لتوصيل المؤن والحالات الطارئة واللي له حاجه ضرورية ,

من الصور المضحكة ايام القصف ان الخط السريع والشوارع امتلأت بالقواري وبعض الحصن واللي عنده حنطور ووراه عربانه بسبب ان اللي يطلع بسيارة عليها لوحات كويتية يصادرونها الجنود العراقيين , وطبعا كان القاري خير وسيلة للنقل ومنها رياضة منسية :)

كنا نستانس بصوت الانفجارات واذا فيه يوم ما سمعنا صوت انفجار ولو كان بعيد يضيق خلقنا , وكنت بوقتها اساعد اهلي في غسيل الصحون وتجهيز الاكل و رمي الفضلات اعزكم الله في الزبالة ومنها الى المحرقة , والشيء اللي عفسنا ان وقتها ماكان فيه ماي للبيت لان الجنود العراقيين وقفوا مضخات الماي في المحطات فا كان الماي اييي البيت ضعييييف وكل اشوي نصعد السطح للتانكي انشوفه كم شبر وصل منسوب الماي , وطبعا هذا كله على حساب النظافة يعني مو شرط تتسبح وتلعب بالماي لعب مثل الحين , كنا نترس الطشت لي النص وكثر ما نقدر انقلل من الاستهلاك , طبعا ما ننسى الصابون الرقي لعب دور كبير في ترشيد الاستهلاك :)

من الاعمال اللي استفدنا من خلال ايام الازمة وهي النجارة وكنا ناخذ الخشب من بيت يمنا قاعد ينبني بعد أخذ الاذن منه , وكنا انسوي منه اقفاص للحيوانات بأحجام مختلفة :)

*** آخر الكلام ***

* الارض جمعتنا على الحلوه والمره

* بالغزو صار الشباب الكويتي يخاف على اخته الكويتية ومايرضى عنها وين ماكانت ولا يأذيها

* الغزو علمنا ان مالنا الا هالارض نموت عليها اشرف من اني انحاش عشان اشوية مادة

* بالغزو الغني قام يقعد مع اللي قد حاله والفقير في الديوانية

* بالغزو قام الجار يعرف منو جاره ويسأل عنه

* بالغزو انصهر الشعب مع بعضه البعض وصاروا ايد وحده بدون اي تفرقة عنصرية او طائفية او طبقية وخير شاهد بيت القرين وشهدائه الابرار

* بالغزو صارت الكويت اهيه الاهم مو الكرسي ولا المنصب

* لي متى نختلف على الامور الجانبية اللي مالها معنى وانخليها اهي اهم شيء وننسى بناء هذا البلد

* ساعات اتمنى ان ايام الغزو ترد عشان نكون ايد وحده لكن الايد الوحده نبيها بدون غزو

* بالغزو الشباب الكويتي اشتغل في كل المجالات سواء المهمة الاساسية او الدنيوية مثل العمل في المخبز و الجمعية ونقل المواد التموينية وتسعيرها ووضعها في الارفف , , ,

* كلمة حق لازم اقولها وان كانت لا تعجب البعض لكن الحق احق ان يقال وهو ان فيه بعض الجنسيات العربية مثل الفلسطينية والعراقية والاردنية ساهمت مع الكويتيين في تيسير الامور وايضا ساهمت في مساعدة الكويتيين سواء كانت مساعدة طبية او انه كان يوصل اكل لبعض الاسر الكويتية وفي بعضهم ساهم في حماية الاصول الكويتية مثل المستندات المهمة في الوزارات والشركات في القطاع النفطي وفي بعضهم خبأ بعض الاجهزة المتطورة لديه واخفاها عن العراقيين حتى لا يستولوا عليها جنود الاحتلال وهالشيء حصل أمامي وعاصرته .

ملاحظة : طبعا مع كل هذا ما ننسى اللي وقفوا ضدنا من هذه الجنسيات وكانوا يبلغون الجنود العراقيين عن كل كويتي عسكري او منصبه كبير , ولا ننسى انهم وقفوا مع جنود الغزاة في نقاط التفتيش وياما تضررنا منهم ولا كأنهم تربوا على هذه الارض وكلوا منها وتعلموا فيها , لكن الخير يخص والشر يعم ولو خليت خربت

اشوفكم على خير و سلام

ولكم مني كل تحية واحترام