اهمية المصفاة الرابعة / الجزءالثاني

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

عرفنا من خلال الجزء الاول ان المصافي الثلاث مرت بعدة مراحل للتحديث ولا زالت هذه المصافي تعمل بهذا التحديث , وللتبسيط اكثر سوف نشرح بعض الامور من خلال النقاط :

* مصفاة الاحمدي الآن تعمل من خلال مصفاة قديمة بطاقة تكريرية 25 الف برميل \باليوم , وتعمل من خلال المصفاة الجديدة وهي التي تم تحديثها بطاقة تكريرية 390 الف برميل \ باليوم .

* مصفاة ميناء عبدالله ايضا لديها المصفاة القديمة وهي تعمل بطاقة تكريرية 80 الف برميل \ باليوم , اما المصفاة الجديدة التي تم تحديثها فهي تعمل بطاقة تكريرية 190 الف برميل \ باليوم .

* مصفاة الشعيبة التي تم انشاؤها عام 1968 تعمل الآن بطاقة تكريرية 200 الف برميل \ باليوم

اذا لدينا 3 مصافي قديمة و 2 تعتبر حديثة , المصافي القديمة تحتاج الى صيانة مركزة و مواد تكون صناعتها ممتازة او على الاقل جيدة جدا وذلك للحصول على انتاج خالي من المشاكل التصنيعية , ولكن للأسف واقولها فعلا للأسف ان سوء الادارة في الشركة ادى الى شراء مواد تعتبر رخيصة ونوعية عادية جدا تؤدي الغرض المطلوب فقط وليس لتعطي عمر اطول , وايضا طول عمر المصافي القديمة و نظام البناء فيها وطريقة التصنيع تعتبر قديمة مما يؤدي الى تهالك المعدات من ناحية , ومن ناحية اخرى تكون نسبة التلوث البيئي اكثر من المصافي الحديثة , واذا اخذنا بالحسبة ان مجموع الطاقة التكريرية للمصافي الثلاث القديمة هي : 315 الف برميل باليوم , قابلة للتوقف لأي سبب سواء بسبب قدم هذه المصافي او بسبب تآكل المعدات المستهلكة او بسبب قدم المعدات التي اكل عليها الدهر , سوف نخسر من الانتاج اليومي من المصافي كل هذه الكمية

وهي ال 315 الف برميل وهي كمية ليست بالقليلة

اذا كنا نريد ان نعطي هذه المصافي عمر اكثر حتى نحافظ عليها يجب علينا ان نقلل من الانتاج اليومي لها لان هذه المصافي تعمل بالطاقة القصوى لها , وايضا شراء المواد الممتازة حتى لو كان سعرها غالي , لان عمليات التصنيع في المصافي ليست بالسهله بل تستهلك الكثير , خصوصا اذا علمنا ان المواد الجيدة والممتازة تعطي عمر اطول وتنتج منتجات عالية الجودة

الآن عرفنا الوضع العام للمصافي الثلاث وما هي ظروفها , ونأتي الآن لنقول هل بناء المصفاة الرابعة مهم جدا ؟

يعتبر مشروع المصفاة الرابعة أحد أهم مشاريع شركة البترول الوطنية الكويتية. ويعد أكبر مشروع لبناء مصفاة جديدة لتكرير النفط في العالم حتى الآن حيث ستبلغ طاقتها التكريرية 615,000 برميل يوميا تستطيع الشركة من خلالها تكرير جميع الأنواع المختلفة من النفط الخام الكويتي. وهو مشروع وطني إستراتيجي وبيئي يهدف إلى توفير زيت الوقود اللازم لمحطات توليد الكهرباء في دولة الكويت وحماية البيئة ومنفذا اقتصاديا أكبر للنفط الكويتي الثقيل. ستنتج المصفاة الرابعة 225,000 برميل يوميا من زيت الوقود ذو محتوى كبريتي منخفض (1%) مما سيؤدي إلى تخفيض الملوثات المنبعثة من محطات توليد الكهرباء بنسبة كبيرة وتحسين الوضع البيئي بدولة الكويت. كذلك ستنتج المصفاة الرابعة 340,000 برميل في اليوم من المنتجات النفطية المكررة عالية الجودة ذات محتوى كبريتي منخفض مطابقة للمواصفات المستقبلية للتصدير للأسواق العالمية. و دولة الكويت في أمس الحاجة لمشروع المصفاة الرابعة، إذ أن محطات توليد الكهرباء تحرق اليوم زيت وقود ذو محتوى كبريتي نسبته تعادل (4%) مما يزيد من انبعاث الكبريت في سماء الكويت و هو أحد مسببات التلوث البيئي في البلاد، كما تحرق في فترات الصيف كميات كبيرة من النفط الخام بالإضافة إلى زيت الوقود بسبب الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في تلك الفترة وهذا يعتبر خسارة اقتصادية كبيرة حيث أن النفط الخام يعتبر الثروة الاقتصادية للدولة. و حيث أن الطلب على الطاقة الكهربائية في تزايد، فإن ذلك يحتم الإسراع في إنشاء المصفاة الرابعة (الزور) وللمشروع أبعاد أخرى كالمساهمة الإيجابية والفعالة في تنمية اقتصاد دولة الكويت وإيجاد فرص عمل لمخرجات التعليم الكويتي

نظام التكلفة المستردة ؟ Cost Plus و نريد ان نعرف لماذا لجأت الشركة له في تنفيذ المشروع

أسلوب الـ Cost Plus هو أسلوب التكلفة المستردة مضافا إليها هامش ربح متفق عليه مسبقا. ومن خلال هذا النوع من التعاقد يقوم المقاول بشراء (بمراقبة وموافقة الشركة ولجان المناقصات الخاصة بالمشروع) المواد والخدمات بسعر السوق التنافسي الفعلي على أن تقوم الشركة بتعويضه عن تلك المبالغ بدون زيادة أو نقصان مضافا إليها هامش الربح المتفق عليه مسبقا

و لتبسيط تعريف هذا النظام نسوق إليكم المثال البسيط التالي

إذا أراد رجل بناء بيته و طلب من مقاول إعطاءه سعرا شاملا (بالمفتاح)، عندها يقوم المقاول بدراسة البيت ووضع السوق ثم يتقدم بسعره للرجل صاحب البيت إلا إن الأخير يجد أن سعر المقاول عالياَ جدا، فيطلب من المقاول سعر آخر يشمل مصنعيات فقط (سعر عمالته وربحه) على أن يقوم الرجل صاحب البيت بنفسه بجلب المواد للمقاول. في هذه الحالة يقوم الرجل صاحب البيت بشراء المواد وفق ميزانيته ووفق سعر السوق الحقيقي وقت الشراء دون زيادة أو نقصان، وهكذا فالرجل صاحب البيت يشتري المادة تلو الأخرى والمقاول يقوم بالبناء حتى ينتهي من بناء كامل البيت عندها فقط يعرف الرجل تكلفة البيت بالكامل وهي التكلفة الحقيقية له دون زيادة أو نقصان

إن نظام التكلفة المستردة (Cost Plus) هو أسلوب تعاقدي عالمي أصبح نظاما دارجا للمشاريع الحيوية والتنموية الكبيرة في جميع دول العالم، وخصوصا في خضم وضع السوق العالمي الحالي وتقلباته والذي يشهد أيضا كثرة المشاريع وارتفاع أسعار المواد والأجور وتذبذب أسعار العملات

آخر الكلام : عندما كتبت هذا الموضوع كان هذا هو رأيي الشخصي ولا يزال , قد يقول البعض ان الكويت لديها في الصين وفيتنام مصافي تفي بالغرض وماله داعي للخسائر لبناء مصفاة جديدة , وانا معهم في هذه النقطة ولكن لابد لنا ان نعرف ان هذه الدول غير مستقرة سياسيا الى حد ما ولا يجب ان نضع كل البيض في سلة واحدة , وحبيت اقول للمشككين عن المصفاة اننا نحتاج لهذه المصفاة اكثر من اي وقت لما لأهمية التلوث البيئي لأطفالنا ولأجيالنا الاثر الكبير

لصحتهم وايضا حتى يكون الاقتصاد الكويتي متين ولا يتزعزع بأي وقت , الآن موضوع المصفاة لدي ديوان المحاسبة ومهما كان تقرير الديوان سواء بالايجابي او بالسلبي يا ريت نتخطي ونعدل الاجراء السلبي اذا كان هناك اي خطأ ونمضي في بناء هذه المصفاة

اشوفكم على خير

ولكم مني كل تحية واحترام