أدب الاختلاف ( الخلاف ) - الجزء الأول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوعنا اليوم حبيت اكتبه لما رأيت من تجاهل البعض له وعدم الاعتراف به لان البعض يقول في قرار نفسه انه هو الأصح في التعبير والأصح في قوة الحجة , و عندما رأيت أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية خارج فضاء الانترنت في هذا السوء وأيضا في سماء الانترنت واقع يعكس الواقع الخارجي وهذا شيء طبيعي , قلت لازم نرتقي في الطرح لأي موضوع سواء كان سياسي او ديني او اقتصادي او اجتماعي , و أن نعرف أن الدنيا لا تستاهل أن نتعارك من اجلها بل إن هناك سعة كبيرة في تقبل الرأي من اي جهة سواء كانت طائفية او قبلية او حزبية او من خلال التكتلات وان لا نشكك في الرأي المضاد أو الجهة المخالفة بل المفروض احترام الرأي الآخر وان يكون النقاش هو للوصول إلى الحل الأمثل وليس للتنازع .

وحتى نعرف أسباب الاختلاف في وجهات النظر يجب أن نعرف أن كل إنسان ليس كاملا في المعرفة وليس ملم بكل شيء لان الإنسان ليس كاملا حتى يقدر أن يقول كل الحقيقة بل هو أي الإنسان دائما يريد الوصول إلى الكمال في جميع المجالات ويسعى ويجتهد لذلك الهدف .
أما أسباب الاختلاف بين البشر فهي بالدرجة الأولى في كيفية تلقي العلم ودرجته والاستفادة من خلال :
تلقي العلم في بيئة متشددة *
تلقي العلم في بيئة وسطية *
تلقي العلم في بيئة منفتحة *

ويعتمد التلقي على حسب المكان والزمان و نوعية الفكر السائد واختلاف اللغة والترجمة وأيضا الأحداث التي تمر في ذلك الوقت وهل هذه

الأحداث غيرت بعض المفاهيم أم أصلت بعض الأفكار ؟

كما ان الاختلاف في الرأي له فوائد كثيرة وايجابيات اكثر مثل

انه يتيح – اذا صدقت النوايا – التعرف على جميع الاحتمالات التي يمكن ان يكون الدليل رمى اليها بوجه من وجوه الادلة *

انه عبارة عن رياضة للأذهان و تبادل الاراء وايضا فتح مجال التفكير للوصول الى اكثر من حل مناسب لأي مشكلة *
خلق جيل واعي وقادر على مسايرة اي تقدم يطرأ عليه وان يطور هذه الافكار الى الافضل *

وايضا هناك سلبيات في الاختلاف وهي غير مقبولة على سبيل المثال

كثرة الشقاق بين المتحاورين *
التفكير بسوء النية اتجاه الطرف الآخر *
اتهام الطرف المخالف بإتهامات باطلة تؤدي الى النزاع *
خلق جيل غير قادر على التأقلم مع الافكار الغريبة عنه والجديدة عليه وبالتالي عدم القدرة على التكيف مع المستجدات على الساحة *

والآن لابد ان نعرف مالفرق بين الخلاف او الاختلاف والجدل او الجدال و الشقاق

· الاختلاف : ان ينهج كل شخص طريقا مغايرا للآخر في حاله او في قوله . والخلاف اعم من ( الضد ) لان كل ضدين مختلفان , وليس كل مختلفين ضدين , وعلى هذا نقدر نقول ان الخلاف والاختلاف يراد به مطلق المغايرة في القول او

الرأي او الحالة او الهيئة او الموقف

· اما الجدل ( الجدال ) : اذا اشتد اعتماد احد المتحاورين او كليهما بما هو عليه من قول او رأي او موقف , وحاول

الدفاع عنه و إقناع الاخرين ب هاو حملهم عليه سميت تلك المحاولة بالجدل , فالجدل في اللغة ( المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة ) .
واما علم الجدل فهو : علم يقوم على مقابلة الادلة لإظهار أرجح الاقوال .
وايضا عرفه بعض العلماء بأنه : علم يقتدر به على حفظ اي وضع يراد ولو باطلا وهدم اي وضع يراد ولو حقا .
ويظهر في هذا التعريف أثر المعنى اللغوي للجدل لانه علم لا يتعلق بأدلة معينة بل هو قدرة او ملكة يئوتاها الشخص ولو لم يحط بشيء من العلم .


· الشقاق : هو اشتداد خصومة المتجادلين و آثر كل منهما الغلبة بدل الحرص على ظهور الحق ووضوح الصواب , وتعذر ان يقوم بينهما تفاهم او اتفاق سميت تلك الحالة بالشقاق , اي كأن ان يكون كل واحد في شق من الارض اي نصف او جانب منها فكأن ارضا لا تتسع لهما سويا وهو الخلاف الحاد

هذا الجزء الاول والذي اوضحت فيه بعض المفاهيم الاساسية لمعنى الاختلاف واسبابه و آثاره على المجتمع , اما الجزء الثاني فسوف نرى هذا الخلاف وادبه على الواقع من خلال احداث وقعت في الماضي و الحاضر

اشوفكم على خير ان شاء الله
ولكم مني كل تحية واحترام