قصة تائب

السلام عليكم

اليوم حبيت اتكلم عن شخص تائب من المعاصي , وهذه القصة حقيقية ورواها لي هذا الشخص بنفسه وأسأل الله تعالى ان يثبته على ما هو وان يزيده علم نافع له ولنا ان شاء الله

كان هذا الشخص له مواهب كثيرة حيث كان موهوب في الفن والعزف والذكاء لانه كان بالمدرسة من المتفوقين دائما , كان يمثل في المسرحيات ككومبارس لمجرد الهواية ثم ترك التمثيل وانتقل الى العزف , وكان يحب الاورغ حتى تعلم عزف الاورغ والبيانو بدون معلم ثم بعد التحرير ذهب الى مصر واشترى عود وتعلم العود من خلال مدرس , وعرف اصول العزف وانواع المقامات وكان موهوبا في العزف , ثم بعد فترة تعلم الجيتار الكلاسيك وبدون معلم واستمر في هذه الحياة المليئة بالغناء والموسيقى وكان له حس فني رفيع ( على كلامه ) اي لا يسمع لاي موسيقى موجوده بل كان يحب الطرب الاصيل ومزاجه صعب في اختيار الالحان

استمر اخونا في هذا المجال لمدة عشرون عاما كانت اغلب ايامه طرب بطرب وكانت له علاقات غرامية مع البنات حتى قرر ان يتزوج
وفعلا تزوج من بنت اصيلة بأخلاقها اصيلة بدينها , وقد حاولت ان نتهييه عما كان فيه من حياة تعيسة , وايضا حاولت ان تنصحه بترك العزف لكن دون جدوى

ورزق هذا الشخص بولد جميل وكانت هذه بداية تحول في حياة صاحبنا , لانه دخل الى عالمه ضيف جميل ضيف هو رزق من عند الله
واثناء ذلك توفي ابو زوجته وكان هذا الاب متدين مرح غير متشدد الكل يحبه لانه فاهم الدين الصحيح بدون عقد

بعد العزاء بأسبوع حلم صاحبنا بأبي زوجته وكان هذا الحلم بمثابة النور وبداية طريقه للهداية
كان الحلم عباره ان هوه و ابو زوجته بالجنه وكان ابوه يقول له انظر الى هذه الجنه الواسعه كم هي جميلة كل ذلك بسبب قربي الى الله وبعدي عن المعاصي وعن الاشياء التي تغضب ربي

واستيقيظ صاحبنا من النوم وهو مرتاح لا يعرف سبب هذه الراحة واخذ يفكر في هذا الحلم كثيرا وتأثر بمشهد الجنه لكن للأسف فقد رجع الى عهده بالعزف والطرب
وبعد ثلاثة ايام حلم ايضا بأبو زوجته ورآه في في عماره بيضاء كبيرة وان ابو زوجته في درجة عاليه في هذه العمارة وكان ابوها مسرورا ويضحك وقال له اما يكفيك لعب ولهو في هذه الدنيا ؟؟ انظر الى هذا النعيم كل ذلك بسبب اعمال الخير كل ذلك بسبب الدعوه الصحيحه
هنا عندما استيقيظ قرر صاحبنا ان يتوب الى الله توبة نصوحا فألقى كل الاشرطة الموسيقية والغنائية وكسر العود والجيتار , واخذ القرآن يقرأه كأول مره وكان يبكي كثيرا , فقد تذكر كيف انه نسي ذكر الله تذكر كيف انه وقت الاذان كان يعزف تذكر كيف انه يسهر الى اذان الفجر ويرد الى بيته ومعه عوده او جيتاره ولا يفكر بالصلاة
عندها قرر ان يترك كل شيء قرر ان يترك اصحاب السوء غير رقم هاتفه

واخذ يتذاكر مع الصحبة الصالحة ويذهب الى الدروس ويقرأ الكتب الدينية بمختلف مذاهبها وبمختلف تنوعها الثقافي وكان ينوع في قراءة الكتب حتى ينور عقله بالمعرفة ولا يتخذ كتاب واحد او يأخذ الدين من شيخ واحد بل كان ينوع ايضا بمجالسة العلماء والشيوخ الذين يعرفون الدين الصحيح بدون انحراف وبدون تشدد

يقول لي هذا الشحص انه ايام العزف والموسيقى كان يحس بضيقة وحزن في قلبه بعد ان يسمع الموسيقى او الاغنية ولا يعرف لماذا
حتى عرف ان هذه المعازف كانت تعمي قلبه وتجعله كالحجر عن ذكر الله
وبعد حفظه للقرآن عرف معنى النور ومعنى الاتكال الحقيقي على الله حيث تغيرت حياته الى الافضل واصبحت حياته مليئه بالفرح والسرور

ونسأل الله له الثبات وان يديم عليه السرور والصحه والعافية

ملاحظة : لقد اختصرت كثيرا بالكتابة ولم اقل كل شيء لاني اعرف اني طولت في هذه القصة
ولكم مني كل تحية واحترام